كان مبروك منهكا وقد نال منه التعب ما يريد .. يمشي الهوينا .. متثاقل الخطى .. وهو يتأهب لصعود الطائرة .. بعد ان حزم حقائبه في مطار الملك خالد الدولي في طريق عودته الى جده بعد نهاية احدى مباريات الاتحاد في الرياض ..عندها اقترب منه شخص في الاربعينات من عمره ..وقد غطت سحنته ملامح الحزن..
استوقف مبروك وشرع يتحدث معه باهتمام شديد عن نادي النصر .. عن همومه ..وعن اخفاقاته ..وعن ادارته ..وعن لاعبيه.. وعن امال جماهيره .. استغرب مبروك من تلك الاسئلة المتوالية عن منافس وخصم لناديه ..حيث كان يتوقع ان يسأله عن الاتحاد وعن مشواره في دروب البطولات .. رد مبروك انه يتمنى للنصر التوفيق وتحقيق امال جماهيره ..
واصل المشجع حديثه دون توقف .. عشرات الكلمات تصدر منه دون ان يأخذ نفسا ..ومبروك يهز رأسه مجاملا تارة .. ومستغربا تارة اخرى ..
وبعد ان اطمأن المشجع الى تجاوب مبروك معه فاذا به يسأله عن سر انخفاض مستواه وتسببه في دخول العديد من الاهداف في مرمى النصر والتي ادت لخروج النصر من البطولات ..وهنا توقف مبروك عن الاجابة .. وقد غطت وجهه حمرة الخجل .. كان المشجع يتحدث بحرقة ولهفة شديدة عن معشوقه الاصفر .. كان واضحا عليه انه صادقا فيما يقول.. وانه متأثر بضياع البطولات في كل عام عن النصر .. وابتعاده عن البطولات تسع سنوات متواصلة ..
لم يجد مبروك بدا من مسايرته في حديثه والتعاطف معه حول اوضاع النصر.. وراح يطمئنه عن اوضاع النصر في هذا العام بسبب الاستقرار الاداري والتعاقدات الجديدة مع اللاعبين الاجانب والمحليين .. وتجديد الفريق بالعديد من العناصر الشابه المتحمسة .. وتوفير بعض مصادر الدخل من النقل الفضائي وعائدات الجوال وغيرها مما توفر الملايين من العائدات ..
عند ذلك ابتسم المشجع ابتسامة تنبض بقليل من التفاؤل ثم صافح يد مبروك مصافحة حارة وهو يقول (( شد حيلك يا خوجلي نبغى بطولة هذا العام )) وعند ذلك ادرك مبروك حقيقة الموقف الطريف .. وقدر مشاعر المشجع الغلبان .
هذه قصة حقيقية او موقف طريف حدث لمبروك في العام الماضي
وكل عام وانتم بخير __DEFINE_LIKE_SHARE__